نمو اقتصاد منطقة اليورو يفوق توقعات السوق
شهد نشاط القطاع الخاص في منطقة اليورو توسعاً أسرع من المتوقع خلال شهر أكتوبر. ووفقاً لبيانات بنك هامبورغ التجاري (HCOB)، ارتفع مؤشر مديري المشتريات المركّب (PMI) إلى 52.2، متجاوزاً التوقعات البالغة 51.0، ومتحسناً عن قراءة سبتمبر التي بلغت 51.2.
كما قفز مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 52.6، متجاوزاً التقديرات البالغة 51.1 والقراءة السابقة عند 51.3. وفي الوقت نفسه، عادت الأنشطة الصناعية إلى منطقة التوسع بعد انكماشها في سبتمبر، حيث سجّل مؤشر مديري المشتريات الصناعي 50.0، متفوقاً على التوقعات (49.5) والقراءة السابقة (49.8). وتشير القراءات دون مستوى 50.0 عادةً إلى الانكماش.
قال الدكتور سايرس دي لا روبيا، كبير الاقتصاديين في بنك HCOB:
"تتحول فرنسا بشكل متزايد إلى عبء على اقتصاد منطقة اليورو. ففي حين تحسّنت الأوضاع الاقتصادية في ألمانيا بشكل ملحوظ في أكتوبر، تسارع معدل الانكماش في فرنسا للشهرين المتتاليين. ونتيجة لذلك، فإن نمو الاقتصاد في منطقة اليورو، رغم تسارعه قليلاً، لا يزال أضعف بكثير مما يمكن أن يكون عليه."
وأضاف قائلاً:
"إن حالة عدم اليقين بشأن ما إذا كانت الحكومة الحالية برئاسة سيباستيان لوكورنو ستبقى في السلطة لفترة أطول – نظراً للخلافات حول ميزانية عام 2026 – تثير القلق وتسهم بشكل كبير في ضعف الوضع الاقتصادي في فرنسا. وبما أن فرنسا تُعدّ مشترياً رئيسياً للسلع والخدمات من دول منطقة اليورو الأخرى، فإن ضعفها يزيد من هشاشة التعافي في المنطقة."
وفقاً للتقديرات الأولية التي نُشرت في 07:43 بتوقيت غرينتش، ارتفع المؤشر المركّب لمديري المشتريات في ألمانيا بشكل حاد إلى 53.8 في أكتوبر، مقارنة بـ 52.0 في سبتمبر. وبينما كان الاقتصاديون يتوقعون انتعاشاً في النشاط التجاري، جاءت وتيرة النمو أعلى من التوقعات.
قفز مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات في ألمانيا إلى 54.5، مقابل 51.5 في الشهر السابق. ومع ذلك، بقي المؤشر الصناعي دون مستوى 50.0، ليسجل 49.6 – أي أعلى قليلاً من التوقعات والقراءة السابقة (49.5).
وقال الدكتور دي لا روبيا:
"إنها بداية إيجابية وغير متوقعة للربع الأخير من العام. فقد ارتفع النشاط في قطاع الخدمات بشكل كبير، كما ازداد الإنتاج الصناعي للشهر الثامن على التوالي، مما يعني أن الاقتصاد ككل يُظهر نمواً متسارعاً."
وتابع قائلاً:
"من المشجع أن نرى ارتفاعاً طفيفاً في الطلبات الجديدة بقطاع الصناعة بعد انخفاضها الشهر الماضي، كما تلقّى قطاع الخدمات دفعة قوية في الأعمال الجديدة. هذه ظروف مواتية للنمو في الربع الرابع. ومع ذلك، فإن النظرة المستقبلية الأكثر حذراً مقارنة بالشهر السابق – سواء بين مزودي الخدمات أو في الصناعة – تُظهر أن الوضع الاقتصادي لا يزال هشّاً."
في وقت كتابة هذا التقرير، ظلّ زوج اليورو/الدولار (EUR/USD) مستقراً نسبياً بالقرب من 1.1620، مع استجابة محدودة لبيانات منطقة اليورو. ومع ذلك، وبعد صدور بيانات مؤشر PMI الألماني الأقوى من المتوقع، شهد الزوج طلبات شراء قوية وارتفع نحو 1.1630. وينتظر المستثمرون الآن صدور القراءة الرسمية لمؤشر PMI لمنطقة اليورو في 08:00 بتوقيت غرينتش.
من المقرر إصدار بيانات PMI الأولية لكل من ألمانيا ومنطقة اليورو لشهر أكتوبر عند 07:30 و08:00 بتوقيت غرينتش على التوالي. وتُعتبر تقارير ألمانيا ومنطقة اليورو المركّبة الأهم من حيث تأثيرها في الأسواق.
تشير التوقعات إلى أن المؤشر المركّب الألماني قد تراجع إلى 51.6 من 52.0 في سبتمبر. ومن المتوقع أن يؤدي النمو المعتدل في قطاع الخدمات واستمرار الانكماش في الصناعة إلى الضغط على النشاط العام. كما يُتوقّع أن ينخفض مؤشر الخدمات إلى 51.0 من 51.5، بينما يبقى المؤشر الصناعي ضعيفاً عند 49.5.
أما بالنسبة لمنطقة اليورو، فمن المتوقع أن ينخفض المؤشر المركّب إلى 51.0 من 51.2. كما يُتوقّع أن يرتفع مؤشر الخدمات قليلاً إلى 51.1، في حين يُتوقّع أن ينخفض المؤشر الصناعي بشكل أكبر إلى 49.5.
يتداول الزوج حالياً ضمن نموذج مثلث متماثل، مما يشير إلى حالة من التردد بين المشاركين في السوق. يُرسم الحد العلوي للمثلث من القمة المسجلة في 17 سبتمبر بالقرب من 1.1920، بينما يربط الحد السفلي القاع المسجل في أغسطس بالقرب من 1.1390.
وقد تحرك الزوج خلال الأسابيع الأخيرة حول المتوسط المتحرك الأسي لـ20 يوماً (EMA)، مما يعكس ضعف الزخم الاتجاهي. كما بقي مؤشر القوة النسبية (RSI) لفترة 14 يوماً ضمن نطاق 40 إلى 60، مما يشير إلى تراجع التقلبات.
في حال اختراق الزوج لمستوى 1.1728 (قمة 17 أكتوبر)، فقد يعيد اختبار القمة المسجلة قبل أربع سنوات قرب 1.1920. أما في الاتجاه الهابط، فإن كسر مستوى 1.1542 (قاع 9 أكتوبر) قد يدفع السعر نحو الدعم النفسي عند 1.1400.